قد نشأت في عائلة متواضعة في شمال إفريقيا، وكنت الولد الثاني في أسرتنا المتكونة من ستة أطفال. الوالدين كانوا يعملون كل الجهد لخدمتنا ومحبتنا ولإسعادنا بصفة عامة. والدا يا كانا غير متدنين ولكن محافظين في طريقة التربية. وهكذا عشت مع اخوتي طفولة سعيدة. أما أثناء دراستي الثانوية بدأت أشعر بفراغ نفسي وروحي وأصبحت أعيش في اضطراب، كانت حياتي كأنها ناقصة. ينقصني شئ ولكن لا أدري ماذا؟ وفي أحد الأيام تقابلت مع شخص مؤمن بالسيد المسيح. وبعد التعارف حددنا مواعيد للقاء والمشاركة وكان كل لقاء يحكي لي عن المسيح عيسى بأنه صديق لكل الذين يشعرون بالاضطراب والمحتاجين للسلام، وأنه يستطيع أن يملأ الفراغ الذي بقلب الإنسان، وكان يؤيد كلامه بآيات من الإنجيل. في بداية الأمر لم أفهم كيف هذه الأشياء الدينية تقدر أن تساعدني؟ لكن في داخلي شعرت بقوة غير عادية تدفعني لقرأه هذا ألا نجيل الذي لا أعرفه والذي استلمته هدية في يوما ما على ظهر باخرة. فلما بدأت في قرأه هذا الكتاب الذي نال إعجابي وتقديري وخاصة حكمة وأقوال يسوع المسيح. لقد حصلت على الكتاب ولكن لم يكن في خطتي أني في يوماً ما سأكون من أتباع المسيح. ولا أنسى بأني مررت بصراع طويل وشكوك لا نهاية لها عن معنى الحياة. وكانت لدي أسئلة كثيرة تحيرني ولهذا فقد دعوت الله كثيراً وتضرعت له بأن يريني الطريق القويم الذي يروي عطشي الروحي الذي يزيد يوما بعد يوم. فوقعت على الآية التي تقول "أنا هو الطريق والحق والحياة". هذه الآية العجيبة التي أقنعتني بالحقيقة وبسلطان يسوع اللاهي. ولا أتنسى أيضا أن اعترف بأني شعرت بفارق الكبير بيني وبين ذاك المؤمن المسيحي الذي كان يتكلم بأسلوب مختلف تماماً، التواضع والسلام كانا يخرجان في كلامه. فحكيت له بدوري عن شعوري الداخلي وسألته ماذا يجب أن افعل حتى أنال السلام؟ فقال لي : فقط اعترفي للسيد المسيح بخطاياك واطلب منه أن يملك علي قلبك وحياتك ويعطيك القوة. لم أتردد أن أفعل هذا وبعدها شعرت بسلام يملأ كل كياني وفارقني الشعور بالفراغ بالوحدة فتحسن حالي لأني وجدت الطريق الصحيح نبع السلام الحقيقي السيد المسيح.